فقد سمعنا لمرات عديدة أن الناس يرونها فتاة مقدسة لحفاظها على طهارتها و وضعها فوق كل اعتبار و تفضيلها الموت على فقدانها.
و بالفعل فقد ماتت و هي تصون عفتها. لكن عندما حاول من يريد اغتصابها مهاجمتها رجته أن يتوقف لأنه بذلك سيرتكب خطيئة مميتة تودي به إلى الجحيم. فهي لم تقل “أرجوك لا تؤذي عذريتي”، بل ترجته كي ينقذ نفسه ، ومقاومتها الشديدة له جعلته يغضب بشدة فطعنها عدة طعنات نافذة ، ومع ذلك أكدت في آخر كلماتها في المستشفى انها “غفرت له .. وطلبت له الغفران من الله”.
هذا ما يفعله المقربون من الله: فلأنهم يحبون الله يريدون إنقاذ من أمامهم. إنهم يحبون البشرية لا الفضيلة المجردة. فيتجه تركيزهم نحو الإنسان الذي يعرض حياته الروحية كانت أم الجسدية للخطر.
هل تتبادر إلى ذهنك فضائل كالعفة و التواضع و الإحسان و الاجتهاد أو أي فضيلة أخرى عند تفكيرك بالقديسين؟ هذه هي الأمور التي تحيط “بطفل” المحبة و تدعمه. لكن الله لا يريد قديسين مكرسين حياتهم بحماسة لمبدأ أو لفضيلة ما. يريدنا الله أن نحب بعضنا و نهتم ببعضنا. فنحن نخدم الله بحبنا للبشر و نتمثل بالمسيح الذي لم يمت بهدف الخلاص فقط، بل ضحى بحياته لأجلنا.